. إنه ربما أكثر الحيوانات مكراً على وجه الأرض. يقتل بدافع الأذى وبدافع التمارين. لا يقتل ضحيته خنقاً، بل يهاجمها في جذعها. هذا الوصف الذي أعطاه إياه الكاتب الأميركي روبرت روارك Robert Ruark يعطينا فكرة عن نظرة الناس إلى غرير العسل. كثيرون يظنون أنه أشرس حيوان في أفريقيا. بعد عدة سنوات من التصوير، قدّم لنا سيمون تريفور Simon Trevor سجلاً مفصّلاً عن هذا الحيوان المميز في بيئته الطبيعية في كينيا. غرير العسل، آكل لحوم لا يتراجع ولا يتهاون حاملاً علاماته البيضاء والسوداء، فارضاً مكانته في عالم قاس لا يرحم. يعتمد في حياته على دهائه، وعلى مهاراته وبراعته في إستثمار وإستغلال مصادر عدة لغذائه.
في برنامج صراع عمالقة القطب الشمالي يذهب مراسل ناشيونال جيوغرافيك ادم رافيتش الملقب برجل الفقمة الى القطب الشمالي في ذروة موسم تكاثر الفقمة متحدياً الطقس البارد والظروف الصعبة من اجل القاء نظرة على حياة تلك الحيوانات العملاقة ذات الانياب وبينما يرحل فصل الربيع عن الاراضي المتجمدة في اعالي القطب الشمالي في كندا يقوم رافيتش بدراسة اضخم واكثر الثدييات التي يساء فهمها في المنطقة وهي الفقمة. لقد كرس رافيتش الملقب برجل الفقمة مهنته ليصور حياة هذه الحيوانات العملاقة ذات الانياب. وفي موسم التكاثر ترتكز مهمة رافيتش بتصوير فيلم عن سلوك الام الفقمة النادر من نوعه وتصوير صغارها حديثي الولادة ولاحقاً عندما يقترب الصيف سيصور رافيتش الاحداث الدرامية التي ستدور عندما تقابل الدبب القطبية والفقمة وجهاً لوجه. للوهلة الاولى تبدو مناطق شرق القطب الشمالي الكندية مكاناً مجمداً معزولاً ولكن هنا في وسط الكتل الجلدية العائمة تعيش الفقمة حياة نشطة تصارع لحياتها وفي مواجهة مستمرة مع المفترسين. تزن حوالي طن وتتميز بأنياب وشوارب خشنة ولكن ما يثير الدهشة هو ان الكثير من المعلومات ما زالت غامضة عن هذه الحيوانات. ومهمة رافيتش هي كشف اسرار هذه الكائنات الفريدة من نوعها. في حلقة صراع عمالقة القطب الشمالي يصور رافيتش اول لقطات تحت الماء للفقمة الانثى وهي ترضع وتحمي صغيرها المولود حديثاً. وفي مشهد آخر يراقب دب قطبي يتجه مسرعاً نحو قطيع الفقمة ويفترس عجلاً صغيراً ويواجه ام العجل الضخمة ذات الانياب وهي تحاول عبثاً احباط الهجدوم. من مشاهد العطاء الى مشاهد مروعة كهذه يظهر البرنامج التناقضات العنيفة لهذه الارض الوعرة.